برشلونة وريال مدريد..إلي أين وإلي متى؟

كتب: وائل منتصر - كما عودكم موقع Yallakora دائما ومع كل مناسبة يهتم بها زوارنا الأعزاء، وكما كنا وسنظل نضع نصب أعيننا كل كبيرة وصغيرة تهم متصفح هذا الموقع.. في هذا المكان نقدم إحدى حلقات التميز والتي نتمنى أن تكون هي واحدة من نقاط التفوق، وأن نكون قد قدمنا كل ما يهم القارئ العزيز، فجانب أخبارنا المتميزة والتي ننفرد بها، يجب أيضا أن نذكر ما يدور في كواليس الرياضة بمعني انه يوجد جوانب خفية لا يعرفها الكثير والكثير.

فنحن في هذه الأيام بصدد مباراة تعتبر هي أهم مباريات الديربي علي مدار التاريخ، وعلي مستوي العالم كله، وهي أول مباراة أطلق عليها لقب الكلاسيكو، ثم ارتبط هذا المسمي بعد ذلك بجميع دربيات العالم نسبة إلي هذه المباراة.

ريال مدريد وبرشلونة.. ملكين يتصارعان طوال التاريخ علي لوحة شطرنج في مباراة لم ولن تنتهي أحداثها ، لأن من يلعب بالملكين لا يريدهما أن ينهيا المباراة بينهما، ولا نحن أيضا نريد أن تنتهي المباراة، ولا أي عاشق لهذين الإسمين الكبيرين.

ريال مدريد وبرشلونة.. ليست هذه مجرد أسماء لبلدين وليست مجرد مباراة في كرة القدم، فأي متابع لهذين الكبيرين ومن الوهلة الأولي حينما يري جماهير الفريقين والتي تعشق فريقها لدرجة الهوس والجنون، وتعبيراتها وطريقة تشجيعها التي ستظل وتبقي للأبد من أحلي طرق التشجيع وإن غلبت عليها التعصب – سيستنتج هذا المتابع أنها ليست مجرد مباراة في كرة القدم وأن الأمر أكبر من ذلك بكثير .

فدائما ما نسمع بأن المباراة ثورة كتالونية أو صراع أو معركة .. فما سر هذه المسميات ولماذا؟؟!!... إنه ليس صراعا عاديا بين الجماهير أو اللاعبين أو المدربين أو حتى رؤساء الناديين.. إنه صراعا تاريخيا ليس له أي علاقة بكرة القدم أو الرياضة عامة.

في فترة الثلاثينيات كان يحكم إسبانيا ديكتاتور يدعي "فرانكو" ومنذ تولي هذا الديكتاتور الحكم في البلاد، وأهل إقليم كتالونيا في معاناة مستمرة وعذاب لا ينتهي، فقد اعتبر هذا الديكتاتور مدينة برشلونة وإقليم كتالونيا بمثابة مكان لإنتاج الشر والإجرام، حيث كان الثوار والمعارضين لحكمه يخرجون من هذا الإقليم وكانوا يقودون الثورات ضد هذا الحاكم وأعوانه ونظام الحكم، معارضين حكمه وديكتاتوريته وظلمه، فأعلن فرانكو الحرب علي مدينة برشلونة وإقليم كتالونيا بأكمله.

وقتها قام هذا الديكتاتور بإصدار حكم بالإعدام لأشهر شعراء كتالونيا وهو الشاعر "لوكا" والذي كان رافضا لكل أنواع الظلم والاستبداد .. ثم أعلنت الحكومة بعد ذلك عن انتهاء عصر اللغة الكتالونية ومنعت التداول بها بجانب إلغاء الرايات ذات اللون الأحمر والأصفر لكتالونيا، وألغي النشيد الكتالوني، فكانت كل هذه ما هي إلا محاولات لإلغاء هوية شعب كتالونيا، ووقتها لم يستطع فرانكو أن يغير من مشاعر الكتالونيين الكارهة له ولنظامه الاستبدادي الذي كان يعاملهم معاملة المجرمين والعبيد.

في ذات الوقت.. كان هناك ناديا ملكيا يسمي ريال مدريد نسبة إلي مدينة مدريد، وكان هذا النادي قد منحه الملك ألفونسو الثالث عشر وسام الملكية في عام 1929، وبما أن هذا النادي أصبح ناديا ملكيا، فإن الديكتاتور فرانكو حينما تولي الحكم، أولي هذا النادي اهتماما خاصا باعتباره النادي الملكي والذي يشرف عليه الملك فرانكو وأعوانه ويشجعه بالطبع..

من هنا تحولت اللقاءات بين الفريقين إلي ما يشبه الحرب، وينظر أهل كتالونيا أو برشلونة إلي أن الفوز علي ريال مدريد هو بمثابة الانتصار علي الظلم، وتحول الانتصار إلي عيد يحتفل به أهل برشلونة الكتالونيين، فقد كانت خسارة ريال مدريد في الماضي تؤلم الديكتاتور فرانكو.

وتمر السنون ولكن كتالونيا لم ولن تنسي ما تعرض له شعبها من تعذيب واستبداد، فسعادتهم لهزيمة ريال مدريد كانت تقول لكل مدريدي – ذوقوا من كؤوس الحزن والعذاب قليلا مما كنا نشعر به، فانتم النادي المدلل للنظام المستبد ونحن المظلومون علي الدوام.

وللعلم أن إقليم كتالونيا لازال يحتفظ بهويته المستقلة، ولن ينسي هذا الإقليم ما تعرضوا له، والجرح الذي لم يلتئم حتى وقتنا هذا علي يد الديكتاتور فرانكو .. ولا يزال الصراع المدريدي الكتالوني مستمرا - والآن فقد عرف الكثير من أين بدأ هذا الصراع، ولكننا مازلنا لا نعرف متى ينتهي، ومن أجل ذلك نحن نكتب لكم هنا أول صفحة من تاريخ الناديين.