أطفال العراق يسألون بأى ذنب يقتلون
يترحون على شظايا الجوع
يقتسمون خبز الموت ثم يودعون
شبح الهنود الحمر يظهر فى بلادنا
ويصيح فينا الطامعون
من كل صوب قادمون
من كل جنس يزحفون
تبدو شوارعنا بلون الدم
والكهان فى خمر الندامة غارقون
تبدو قلوب الناس أشباحا ويغدو الحلم طيفا
عاجزا بين المهانة والظنون
هذه كلاب الصيد فوق رؤوسنا تعوى
ونحن الى المهالك مسرعون
أطفال بغداد الحزينة يسألون بأى ذنب
يقتلون فى الشوارع يصرخون
جيش التتار يدق أبواب المدينة
كالوباء كالطاعون
أحفاد هولاكو
على جثث الصغار يزمجرون
صراخ الناس
يقتحم السكون
أنهار دم فى أجنحة الطيور الجارحات
مخالب سوداء تنفذ فى العيون
مازال دجلة يذكر الأيام
و الماضى البعيد يطل من خلف القرون
عبر الغزاة هنا كثيرا
ثم راحوا أين راح العابرون
هذه مدينتنا و كم باغى آتى
ذهب الجميع ونحن فيها صامدون
سيموت هولاكو
سيموت بوش
سيموت بوش
سيموت هولاكو ويعود أطفال
العراق أمام دجلة يلعبون
لسنا الهنود الحمر حتى
تنصبوا فينا المشانق
فى كل شبر من ثرى بغداد
نهر أو نخيل أو حدائق
و أذا أردتم سوف
نجعلها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق الارض
بين الماء فى صمت الخنادق
انا كرهنا الموت لكن فى سبيل الله
نشعلها حرائق
ستظل فى كل العصور و أن كرهتم
أمة الأسلام من خير الخلائق
أطفال بغداد الحزينة يسألون بأى ذنب يقتلون
يرفعون الآن
رايات الغضب
بغداد فى أيدى الجبابرة الكبار
تضيع منا تغتصب
أين العروبة والسيوف البيض والخيل
والضوارى و المآثر و النسب
أين الشعوب
و أين حكام العرب
فى معبد الطغيان يبتهل الجميع
و لا ترى غير العجب
البعض منهم قد شجب
و البعض فى خزى قد هرب
و هناك من خلع الثياب
لكل جواد قد وهب
فى ساحة الشيطان نقرأ صورة الدولار
يسعى الناس أفواجا
الى مسرى الغنائم والذهب
و الناس تسأل عن بقايا
أمة تدعى العرب
كانت تعيش من المحيط الى الخليج
ولم يعد فى الكون شىء من مآثر أهلها ولكل مآساة سبب
باعوا الخيول و قايضوا الفرسان
فى سوق الخطب
فليسقط التاريخ
و لتحيا الخطب
أطفال بغداد الحزينة يصرخون يسألون بأى ذنب يقتلون
يأتى الينا الموت
فى لبن الصغار
يأتى الينا الموت فى اللعب الصغيرة
فى الحدائق فى الأغانى فى المطاعم فى الغبار
تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ
لا يبقى لنا منها جدار
عار" على زمن الحضارة
أى عار
من خلف آلاف الحدود يطل صاروخ لقيط الوجه لم يعرف له أبدا" مدار
ويصرخ فينا أين أسلحة الدمار
هل بعد موت الضحكة العذراء
سوف يأتى النهار
الطائرات تسد عين الشمس
و الأحلام فى دمنا انتحار
فبأى حق تهدمونا بيوتنا و بأى قانون
تدمر ألف مئذنة و تنفث سيل نار
تمضى الأيام فى بغداد من جوع الى جوع
ومن ظمأ الى ظمأ ووجه الكون جوع أو حصار
يا سيد البيت الكبير
يا لعنة الوضع الحقير
فى وجهك الكذاب
تخفى ألف وجه مستعار
نحن البداية فى الرواية
العراق البداية فى الرواية
العراق البداية فى الرواية
نحن البداية فى الرواية
ثم يرفع الستار
هذه المهازل لن تكون
نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب
وسام عز و افتخار
هل صار قتل الناس
فى الصلوات ملهاة الكبار
أطفال بغداد الحزينة فى المدارس
يلعبون كرة هنا كرة هناك
طفل هنا طفل هناك
قلم هنا قلم هناك
لغم هنا
موت هلاك
بين الشظايا زهرة الصبار تبكى
والصغار على الملاعب يسقطون
بالأمس كانوا كالحمائم
فى الفضاء يحلقون
فى الكوفة الغراء عطر من عبير المصطفى
فجر أضاء الكون يوما" لا استكان ولا غفى
من آل بيت محمد كم حن
قلبى للحسين وكم هفى
غابت شموس
الحق والعدل أختفى
مهما وفى الشرفاء أيامنا
صنف الندالة ما وفى
مهما صفا العقلاء فى
أوطاننا بئر الخيانة ما صفى
بغداد بلد الرشيد يا قلعة
التاريخ والزمن المجيد
بين ارتحال الليل والصبح
المجنح لحظتان موت" وعيد
ما بين أشلاء الشهيد
يهتز عرش الكون
فى صوب الوليد
ما بين ليل قد رحل ينساب صبح
بالأمل لا تجزعى بلد الرشيد
لكل طاغية أجل
ولكن أين المعتصم
صرخ أطفال فلسطين قبل ذلك وقالوا واه اسلاماه واه معتصماه
ومن قبلهم صرخ أطفالنا على أرض البوسنة
ومن قبلهم صرخ أطفالنا على أرض الشيشان
ومن قبلهم صرخ أطفالنا على أرض أفغانستان
واليوم يصرخ أطفالنا على أرض العراق
ولكن أين المعتصم ما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح
ذبحوا الصبى و أمه وفتاتنا ذات الوشاح
غدوا على الأعراض بأنتشاء و انشراح
وما ثم معتصم يغيث من استغاث به وصاح
أين النظام العالمى أما له أثر ألم تنعق به الأبواق
أين السلام العالمى لقد بدا كذب السلام وزاغت الاحداق
يا مجلس الأمن الذى فى ظله كسر الأمان و ضيع الميثاق
أوما يحركك الذى يجرى لنا أو يثيرك جرحنا الدفاق
يعفى عن اليهود الذين طغوا وتجبروا ويفرد بالعقاب عراق"
وحشية يقف الخيال أمامها متضائلا" وتمجها الأذواق
والله المستعان
طائر مساء